" بالعودة الى موضوع الكمال في الصفات فقد كان ابن تيمية وهو أمام السلفية و سيد المجسدين قد وصف اللة بصفات جسدية عند تفسيرة لايات مثل "يد اللة فوق ايديهم " وقال (ان للة عينا كعين ابن آدم يرى بها) بل وذهب الى درجة توصيف كرسي العرش والملائكة حولة اوصافا اشبة بافلام الكرتون في ايامنا ،b هذا مما يخجل اتباعة -اي بن تيمية - اليوم من ذكرة و يتجنبون الخوض في اثارة المكتوبة التي يجسد فيها اللة تشبيها بالصفات البشرية "مع لمسة من الكمال طبعا"
ان فكرة ان تشخيص الله ضرورية جداً وجزء اساسي من تمكين الاعتقاد الديني في اذهان المؤمنين، وحتى لو لم يصرح الدين بذلك بوضوح. ان تصورنا بان الله ليس بشخص هو عقبة كبيره بدونها- لن يستطيع الكهان والمشايخ المدعوذين من شرح الدين و تاريخه و احداثه.
ان السبب في ذلك هو فكرة الكمال ذاتها في موضوعي السابق والتي جعلت نادين تضع التعليق أعلاه. ان تشخيص الله مهم لأنه يساهم في خلق الكمال لهذا الله. فهو كامل في حبه و رحمته و اخلاقه و جماله و علمه وقدرته على عمل التبّوله..فليس مثله احد.
إن لم يكن الله شخصاً سيكون من الصعب جداً التفكير في ما هو الله وشرحه للناس لأنه إن لم يكن كاملا بصفاته ، فهو إذا لايستحق ان يُعبد.
أعتقد ان السبب في شخصنة الله و تقريبه بصفاته للبشر هو حتى يتسنى للبشر ان تكون لهم علاقة بربهم..علاقة شخصيه مثل علاقة شخص بشخص اخر. فالمؤمن حين يتعبد يخاطب الله و كأنه يطلب من شخص اخر خدمه ، ولكنه شخص افضل منه فيمدح صفاته الكامله مقارنا اياها بصفاته هو ، الناقصه.
اليهود ينظرون للرب يهوه و كأنه شخص او ملك وهم شعبه المختار، إنتخاب بالمقلوب إختار فيه الحاكم شعباً. اما المسيحيه فهي اكثر الاديان الكتابيه التي تصور هذه الشخصنه بوضوح فالرب يتمثل بشخص المسيح سبايدرمان الذي يعتقدون بانه انسان و إله في الوقت نفسه. وهو يحبك و يريدك ان تحبه ولكن ان لم تفعل..فياويلك، لن يخلصك من عذاب ابوه في الجحيم. المخلص و المنقذ ايضا هما من صفات البشر ولكنها ليس مثل رجل الاطفاء..فهو اكثر كمالا.

فكرة الله كشخص فكرة غير متجانسه و لم يتم تحديها بالشكل المطلوب، نجد في بعض الديانات الشرقيه كالهندوسيه يعتبر البراهما هو الحقيقه التي تختفي خلف ما نظن نحن انه حقيقه فهي ترفض شخصنته باي صورة مثلما تفعل الديانات الاخرى، ولكن هناك الهة اخرى تصورها الهندوسيه لها صفات و اشكال تشابه الانسان.
الاسلام ورغم انه على السطح يرفض شخصنة الله إلا ان الواقع هو عكس ذلك، وخاصة في المذهب الوهابي الذي يقر بحرفية النص بان الله له عينا و يد و ساق جميله وكل ما ذكر في حكيات قرءان العجايب إلا انها ليست تماما مثل ايدينا و أعيننا. نجد الصوفيه تبعد بذلك التشخيص و هي تغرق في فلسفة مشابهه للهندوسيه و نظرتها للبراهما.
عندما تتفكر بهذا تجد ان الله في الاسلام هو شخص ايضا..صحيح انه ليس شخصا مثل الانسان ولكن هو شخص لأن له شخصيه و جسد. فكما ان له يداً {يد الله فوق أيديهم} وعيناً فالمسلم يقول ان الله يراك..وهو ينفخ و يرسل و يكلم وينشر كتبا، إضف ذلك الى بقية صفاته الكامله من الذكاء و الجمال و القوه و العلم.. وكذلك صفاته االمزاجيه من انه يرضى و يفرح و يمكر ويغضب، وهذه كلها صفات شخصيه للبشر.
حسنا قد لايعجب هذا الكلام المؤمنون ولكن لو فكرتم مليا فستجدون ان الله شخص..أكثر من كونه لاشخص. فعندما نحاول ان نتخيل الله بدون هذه الصفات..لانستطيع، ولكن عندما نحاول ان نتخيلها من منظور إنساني، يصبح من السهوله تخيل ان الله له شخصيه و بالتالي فهو شخص مثلي و مثلك.
وهذا هو الدليل ان من خلق هذه الصفات هو الانسان نفسه، فبالتالي هو من خلق الله .
بن كريشان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق