الاثنين، 29 نوفمبر 2010

فمن خلق الله؟

من المحتمل جداً أن لايكون الله موجوداً..فتوقفوا عن القلق






ظهرت باصات لندن الحمراء الشهيره تحمل إعلاناً ظريفاً أثار حفيظة بعض المتدينين وإمتعاضهم، الأعلان على الباص يقول: هناك إحتمال أن لايكون الله موجوداً، فتوقف عن القلق وتمتع بحياتك. هذه الحمله التي تمت بواسطة تبرعات مُلحدين هدفت الى التأكيد على وجودهم في المجتمع وتذكير البعض بإن أغلب الأدله تدل على أنه غائب غير موجود. جميل أن تكون هناك أشياء كهذه تساعد المساكين على التحرر من كذب المدعوذين المستمر. ستستمر هذه الحمله التي شملت ٨٠٠ باصاً عامّاً الى نهاية هذا الشهر.

تضامناً مع هذه الحمله ومساعدةً للناس على التخلص من براثن المدعوذين،سأكتب لكم اليوم عن موضوع يزيد تأكيد إحتمالية عدم وجوده ، وهو سؤال نسأله دائما، إذا كان الله قد خلق كل شيء ، فمن خلق حضرة جنابه؟

هذا السؤال البسيط لايأتي هكذا لوحده، وإنما سأله كل إنسان لنفسه حين سمع الإدعاء الإسلامي القائل بأن هذا الكون الجميل الرائع المعقد لايمكن أن يكون قد وجد جزافاً أو صُدفة، فلابد له من خالق. و بما أن إدعاءهم يقول بأن كل شيء لابد له من خالق أو صانع ليكون..إلا أنه يتوقف عند رب الرمال فيقولون وهذا بس ليس له خالقفهنا يتبادر هذا السؤال الى ذهنك حالاً ، فتتخيل كأن الممثله المصريه زينات صدقي تصرخ فيهم بلهجة بنت البلد المصريه قائلة: إيشمعنى.. يعني هو على راسه ريشه ولا إيه؟

هذا الإدعاء الشائع والمنتشر في الحجج الدعوذيه والفقهيه، يقول أن كل هذه القوانين الطبيعيه التي تنظم الكون لابد لها من خالق وصانع، فكما الساعة لها صانع وكما الشوارما لها شوارمجي، فالكون له خالق. ثم يقفزون على كل قواعد وتراتيب المنطق ليزعموا أن هذا الخالق لابد أن يكون مين؟ بالطبع ربهم هم، رب الرمال، بدون أدني حاجه لشرح لم هو وليس إله غيره، لماذا ليس زيوس أو راما أو بوذا.. أو سبايدرمان.






ومن السهولة بمكان تنفنيد هذا الإدعاء، فإن كان الكون معقداً بشكل يستدعي وجود خالق له، فلابد أن يكون هذا الخالق أكثر تعقيدا من الكون الذي خلقه بنفسه لذا-وبناء على نفس المنطق- لابد أن يكون له هو الأخر خالق لأن الأشياء المُعقده تحتاج من يخلقها..فمن خلق الله؟

سيجيبك المُدعوذون بأن الله يختلف عن الكون، فهو قديم ليس له بدايه، بينما الكون له نقطة أبتدأ فيها وهي مرحلة الخلق. أما سيادته - الله- كان موجوداً دائما، لذا فلايحتاج الى خالق! وهذا منطق مقلوب، ففرضية أن الله ليس له بدايه والكون له بدايه لايمكن دعمها بل لايمكن أن تدعم بأي دليل، فهو مجرد إدعاء غير مبنى على أي أسس. كذلك التأكيد على أن للكون نقطة بدايه ماهو إلا إدعاء..و يحتاج بدوره الى دليل داعم. وطالما كان كذلك ، فبإمكاني أن أقول لماذا لا يكون الكون خالداً ليس له بداية ولانهايه أيضاً؟ أن كل أدلتنا العلميه تدل على ذلك وتنفي وجود "حالة عدم" إذاً فمن خلق الله؟







هناك نقطة عويصة خرى تهدم هذا الإدعاء من الداخل ، وهي الزمن. فإن كان الكون له نقطة بدايه فلابد أن تكون هذه النقطه لحظة من الزمن، ولكن الزمن نفسه هو جزء من الكون نفسه، ومرتبط بقوانينه الطبيعيه ولاينفصل عنه، فليس هناك شيء أسمه الزمن الذي سبق خلق الكون ..أو الزمن الذي سيعقب خلق الكون، فالزمن والوقت خاصية تعيش داخل الكون. فمن خلق الله؟

ولكن يأتي المدعوذ بعد ان يهرُش رأسه وينبش لحيته، ويفتش في كتبه الفقهيه فيقول ولكن الله هو الأصل وهو " الضروره"..هممم ولكن لسوء حظهم هذه ماتمشي علينا أيضاً، فهو زعم وإدعاء ليس فقط بدون إثبات ، بل يستحيل عليهم إثباته. ليس هناك أساس لهذا القول سوى أنه كلام عشوائي يُحاول أن يجد مكاناً لرب الرمال في هذا الكون ، بإعطاءه أعذاراً حتى لاتنطبق عليه قوانين الكون الطبيعيه .






لماذا لايكون الكون هو "الضروره" بدل الله ، فنفس الإدعاء من الممكن أن ينطبق وينعكس على الكون كذلك. فإن كان الكون "ضروره" فهو لايحتاج بداية ولايحتاج خالقاً. لم لانستطيع القول بأن هذا الكون وجد "دائما" طالما لانعرف اية نقطة معينه لم يكن الكون فيها موجوداً- وهنا يتذاكى أحدهم فيقول ولكن نحن ليست لدينا المعرفة الكافيه عن هذا الكون أو الأكوان حتى نخرج بإستنتاج عام كهذا، فنجيبه وكذك نحن ليست لدينا المعرفه الكافيه عن هؤلاء الأرباب والالهه ورب الرمال..فمن خلق الله؟

وهنا يطرح البعض جدلية أكثر غباء تقول ان الله يختلف عن الماده التي يتكون منها الكون، فقوانين الكون لاتنطبق عليه فهو الذي خلقها، ماذا يعنى ذلك لنا؟ هل الله يتكون من مكونات نجهلها خارج النظام الطبيعي، فهو قال ان الملائكه خلقها من نور..وهو من الطبيعه والشياطين من نار وهي من الطبيعه أيضا وبقيت الأرواح وهي التي من امره ولايريد ان يخبرنا عنها، فهل هو من مادة الروح؟ ولكنني اثبت لكم في أكثر من مقالة سابقه ان الأرواح لاتوجد ، ويستحيل وجودها في هذا العالم الطبيعي. فمن خلق الله؟

إن هذا السؤال قد لايكفي ليثبت عدم وجود الله، ولكنه أكثر من كافي ليثبت خطأ فرضيتهم وهو أن لكل شيء خالق بإستثناء سعادته، وإن إستخدام هذا الإدعاء يؤدي الى مشاكل كبيره في الفرضيه تجعلها منافية للتفكير العقلاني وتجعلها غير صالحه للإستخدام لدعم الإعتقاد بأن الله لم يخلقه أحد.





والأن.. توقفوا أنتم عن القلق وتمتعوا بحياتكم..فإحتمال عدم وجوده ، كبير جداًً .

بن كريشان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق