الاثنين، 29 نوفمبر 2010

لَـعْنةُ النـُبـوّه


إنني اسمع صوتاً يحدثني



هل تسمع اصواتاً تتحدث اليك؟ اصواتاً مجهولة لايسمعها احدٌ غيرك؟ اذا كانت الاجابة بالنفي، فأنت انسان طبيعي وصحتك العقليه سليمه، لأن الذي يسمع اصوتاً كهذه يكون من المرضى العقليين. المصحات النفسيه تمتليء بهؤلاء الذين يسمعون و يتحدثون مع اصوات تكلمهم.


هل رأيت احداً من هؤلاء؟ ربما؟ أنا في صغري في العين شاهدت كثيراً من هؤلاء المجانين و المرضى النفسيين يهيمون في الشوراع قبل ان تلملمهم الحكومه و تودعهم في مصحات. كان هناك واحد منهم يتنبأ بأن مدينة العين ستغرق تحت البحر، مازلت اتذكر صوته عندما يغمضُ عينيه ويرصُّ عليهما وينطق بصوت يخرج عميقاًمن حلقه قائلاً وبعربية فصحى: "ستغرقكم امواجُ الله غرقاً..غرقا..غرقاً غرقا." كنا نضحكُ عليه صغاراً ونقلده وهو يقولُ غرقاً غرقا، بالطبع فالعين في قلب الصحراء واقرب شاطىء اليها يبعد مئة واربعين كيلومتراً.. هل كان من الممكن ان يكون هذا نبياً استهزأنا به وسيغرق الله العين بسبب ذلك؟ لقد كان يقولُ ايضاً بأن الديك القطري سيغلب الديك الاماراتي( تنبؤ صحيح فقد فاز المنتخب القطري على الاماراتي بعدها بسنوات فهل كان نبياً)…الحقيقه ان الرجل المسكين كان رايح فيها مانخوليا خالص.



عندما يأتينا رجل ويقول ان صوتاً كلمه وقال له اهدى قومك، ففي الغالب هو مريض وليس هناك من اثبات بأن مرسال المارسيل السيد جبريل الملاك التيربو ابو ١٢ جناح هو الذي كلمه. بعض الناس يقولون ان الملائكه تخاطب الناس، البعض يقول ان الجن يتكلم مع الناس والبعض الاخر يظن ان الشيطان يتكلم.. وهناك من الناس من يظنون ان الاشباح تتكلم معهم..في امريكا يدعي الكثيرين بأن كائنات فضائيه والفيس بريسلي يخاطبهم وبدون ان يشاهد ذلك احداً غيرهم ،الاقرب الى العقل؟ هو انهم مجانين وليسوا انبياء؟


ان هناك الاف من الناس تتعالج حول العالم من هذه الاصوات التي يسمعونها في دماغهم، يذهبون للاطباء النفسانيين والعصبيين. ان الانسان الذي يسمع اصواتاً كهذه انسانٌ مسكين ومريض وقد يكون خطيراً على الاخرين من حوله. قرأت مره عن امرأه قتلت اطفالها وقالت في المحكمه ان صوتاً قال لها ذلك..ظنته انه اليسوع سبايدرمان. وقد تسمع انت او انتي هذه القصه وتقولون ولكن لابد انها امرأة مجنونه ولكن..هل حدث شيء مثل هذا قبل الف سنة في بلاد الرمال؟



نعم واحد مجنون اسمه ابراهيم سمع صوتاً يقولُ له اذبح ابنك فراح الاخ فوق الجبل ليقتل ابنه بالسكين. الان تخيل لو طلع واحد ابراهيم جديد في هذا العصر..سندخله العصفوريه على طول. واحد ثاني في بلاد الرمال كان يسمع اصوات عجيبه من الملاك التيربو ثم يقرر بناء عليها مصائر الناس، اقتلوا هذا، واسبوا نساء تلك القبيله و اقطعوا يد هذا و عنق ذاك بالسيف..بناء على ماذا؟ صوت يتكلم معه..انه مثل صاحبنا المجنون غرقاً غرقا..طيب ليش الاول صار نبي والثاني مجنون؟

الفرق بينهما هو ان هناك ناس صدقوا الاول..بينما الثاني لم يصدقه احد. احياناً يضرب الحظ مع احدهم مثل نبيٌ جديد طلع قبل سنوات قليله في كينيا له اتباعٌ بالملايين يسمونه النبي آوور اقرأ عنه هنا في هذا الموقع المسيحي. هذا الرجل تنبأ بأن زلزالا سيضرب نيروبي ويدمرها، ولكن حدثت هزه بسيطه فقط فقال للشعب ان يسوع سبايدمان كان يحذركم فقط..ومن ثم اصبح له مليون من الاتباع. على الاقل فأن تنبؤاته افضل من تنبؤات صلعم فلماذا لانتبعه؟ فهو الاخر يسمع اصواتاً.



ان سر نجاح هؤلاء الانبياء هو وجود تجارب مماثله في الماضي. فصاحبنا غرقاً غرقا ( عفواً لا اعرف اسمه) لم يربط نفسه بالانبياء الذين سبقوه، بينما صلعم ربط نفسه و ذكر قصص انبياء سابقين، وهذه هي الخدعه، فإذا كان الانبياء يسمعون اصواتاً في الماضي، فلماذا لايسمع حضرته اصوتاً ايضاً، وطالما كان يبجلهم و يحترمهم فلابد انه يسمع نفس الصوت. انه ختم الموافقة على نبوته.

كيف تأتي بمصداقيتك كنبي؟ يجب ان تذكر الكتب القديمه وتقول انجيل، توراة، الزبور.. مصدقاً بما جاء من قبل، ثم تقص عليهم احسن القصص الكاذبه لتبنى سلطتك على اكتاف من مات من زمان، انه مثل الديكتاتور الجديد يمجد من قبله ليبني مجده هو..عبد الناصر وانور السادات، ستالين و لينين يتابعون مسيرة الثورة…ثم يأخذون المنحنى التالي.



هنا وبعد ان يشير هذا المجنون الذي يدّعى انه يسمع اصواتاً الى من قبله من المجانين الذين سمعوا ذات الصوت من زمان..يصبح من الكُفر انكار ذلك، حرام وستدخل النار حيث يكون الزبانيه جاهزين لك بأسياخ الكباب.

ان تاريخ البشرية مُضحكٌ وخاصة عندما ينجح هؤلاء المجانين في خداع البشر والوصول للسلطة و المال، او من يستغل قصصهم التي تتحدث عن سماع هذه الاصوات العجيبه. الرجال المجانين يسمعون اصواتاً في رؤوسهم..وكذلك الانبياء، مجانين مثلهم ولكنهم تمكنوا من اقناع الاخرين ان هذا هو صوتُ الله. هؤلاء المجانين الذين يسمعون اصوات في رؤوسهم ونجحوا في نبوتهم لهم شخصيات كاريزميه توثرُ في الناس السُذَّج.

بعد ان يموت هذا النبي، والذي نجح الى درجة معينه في العيش براحه وحظي ببعض المكتسبات يأتي دورُ السياسي الذي كانوا يسمونه عندنا السلطان او الخليفه، الذي سيوظف له راوي القصه، فيعظمها لهؤلاء السذُّج..يحولها الى دراما..يسميها السيرة النبويه، الام المسيح..يستنبط منها احكاماً يسميها الفقه والشريعه واللاهوت، ثم تتحولُ الاحكام الى قوانين، تعاقبُ من يخالف اوامرها..واوامر السلطان بالطبع.


ولكن قد تتساءل..لماذا صدّقَ الناسُ في الماضى هؤلاء المجانين؟ الاجابة ابسط مما تعتقد.

في الماضي لم تكن هناك وكيبيديا، لم يكن هناك تعليم، لايدرك الناس كيف يفرقون بين المعقول والخيال، لم يكن هناك علمٌ كما نعرفه اليوم يستطيع ان يقدم لك اجابات..كان اعتماد الانسان في الماضي على الكاهن، على النبي، على ابراج الحظ، على خرافات ليفهم مايحدث من حوله..خلني اعطيك مثال، القرءان يتكلم كثيراً عن الظواهر الطبيعيه اليس كذلك؟ يحاول ان يفسرها للعربي المسكين الذي يعيش في هذه الصحراء الكبيره بدون غوغل اليس كذلك؟ صح ولكن كيف يفسرها..هنا السر؟ الزلزال..عقاب، المرض..اختبار، القمر والنجوم، روزنامه وبوصله..انه امر مثير للسخريه فعلا عندما تقرأ تفسير القرءان لظاهرة حدوث الليل والنهار..حيث لم يتمكن كاتب القرءان من ربط الظاهره بالشمس كنجم مضيء فوصف الليل والنهار كشيء منفصلٌ تماماً عن الشمس. لقد تخيل صلعم ان الليل والنهار هما بطانيات..يأتي الليل فيغطي النهار..ثم يأتي النهار فيكشف الليل..ياله من تفسير علمي خطير.



لاتمد تفكيرك كثيراً..لاتشغل بالك بقصص عبد الدايم كحيل (ماما الاعجاز العلمي) ولا زغاليليو افندي..القصه بسيطه، لم يكن هناك عُلماء ولا عِلم..لقد كان عَالماً قديماً يحكمه الكهنه والمشعوذون والمتنبأون (انبياء) ذوي اللحى الطويله..لهذا صدق الناس المجانين.

وهنا سيتساءل واحد ثاني ويقول، ولكن كل هذه القصص، التي يرويها القرءان، وعرفها النبي..ومكتوبه في الانجيل والتنبؤات..فأقول ارتاح، خذ نفس …اشرب لك كاس بيره وفكر معي. الايوجد كُتَّاب لقصص الخيال، يكتبون سيناريوهات خياليه لم تحدث ابداً…هذه القصص، ليست الا ذلك. مؤلفين وكتبة سيناريو اشتغلو عليها يا صديقي و صديقتي عبر السنوات. واحد مجنون يسمع اصوات+ ملك سلطان خليفه+راوي قصص وكاتب خيال= دين

قصة الملك ارثر او قصة جان دارك في تحرير شعبهما من الاحتلال..هي قصة النبي موسى..قصة موسى مع الخضر (الياس) في سورة الكهف هي قصة شرلوك هولمز..نجاة موسى من القتل على يد المصريين بوضعه في تابوت في نهر النيل..هي قصة نجاة سوبرمان في مركبة فضائيه اطلقها ابوه من كوكب كريبتون الذي تنبأ بإنفجاره.


قصص وقصص من الخيال..تُبنى على تنبوات مجانين سمعوا اصوات..ثم مع القدم، تصبح مصادر موثوقه، جاءت من الفضاء الخارجي حيث يعيش الله ..ذاك الإله الخائف المختبئ الذي يدوي صوته في عقول المجانين فقط.


استيقظوا انهم يكذبون عليكم


بن كريشان


لَـعْنةُ النـُبـوّه


إنني اسمع صوتاً يحدثني



هل تسمع اصواتاً تتحدث اليك؟ اصواتاً مجهولة لايسمعها احدٌ غيرك؟ اذا كانت الاجابة بالنفي، فأنت انسان طبيعي وصحتك العقليه سليمه، لأن الذي يسمع اصوتاً كهذه يكون من المرضى العقليين. المصحات النفسيه تمتليء بهؤلاء الذين يسمعون و يتحدثون مع اصوات تكلمهم.


هل رأيت احداً من هؤلاء؟ ربما؟ أنا في صغري في العين شاهدت كثيراً من هؤلاء المجانين و المرضى النفسيين يهيمون في الشوراع قبل ان تلملمهم الحكومه و تودعهم في مصحات. كان هناك واحد منهم يتنبأ بأن مدينة العين ستغرق تحت البحر، مازلت اتذكر صوته عندما يغمضُ عينيه ويرصُّ عليهما وينطق بصوت يخرج عميقاًمن حلقه قائلاً وبعربية فصحى: "ستغرقكم امواجُ الله غرقاً..غرقا..غرقاً غرقا." كنا نضحكُ عليه صغاراً ونقلده وهو يقولُ غرقاً غرقا، بالطبع فالعين في قلب الصحراء واقرب شاطىء اليها يبعد مئة واربعين كيلومتراً.. هل كان من الممكن ان يكون هذا نبياً استهزأنا به وسيغرق الله العين بسبب ذلك؟ لقد كان يقولُ ايضاً بأن الديك القطري سيغلب الديك الاماراتي( تنبؤ صحيح فقد فاز المنتخب القطري على الاماراتي بعدها بسنوات فهل كان نبياً)…الحقيقه ان الرجل المسكين كان رايح فيها مانخوليا خالص.



عندما يأتينا رجل ويقول ان صوتاً كلمه وقال له اهدى قومك، ففي الغالب هو مريض وليس هناك من اثبات بأن مرسال المارسيل السيد جبريل الملاك التيربو ابو ١٢ جناح هو الذي كلمه. بعض الناس يقولون ان الملائكه تخاطب الناس، البعض يقول ان الجن يتكلم مع الناس والبعض الاخر يظن ان الشيطان يتكلم.. وهناك من الناس من يظنون ان الاشباح تتكلم معهم..في امريكا يدعي الكثيرين بأن كائنات فضائيه والفيس بريسلي يخاطبهم وبدون ان يشاهد ذلك احداً غيرهم ،الاقرب الى العقل؟ هو انهم مجانين وليسوا انبياء؟


ان هناك الاف من الناس تتعالج حول العالم من هذه الاصوات التي يسمعونها في دماغهم، يذهبون للاطباء النفسانيين والعصبيين. ان الانسان الذي يسمع اصواتاً كهذه انسانٌ مسكين ومريض وقد يكون خطيراً على الاخرين من حوله. قرأت مره عن امرأه قتلت اطفالها وقالت في المحكمه ان صوتاً قال لها ذلك..ظنته انه اليسوع سبايدرمان. وقد تسمع انت او انتي هذه القصه وتقولون ولكن لابد انها امرأة مجنونه ولكن..هل حدث شيء مثل هذا قبل الف سنة في بلاد الرمال؟



نعم واحد مجنون اسمه ابراهيم سمع صوتاً يقولُ له اذبح ابنك فراح الاخ فوق الجبل ليقتل ابنه بالسكين. الان تخيل لو طلع واحد ابراهيم جديد في هذا العصر..سندخله العصفوريه على طول. واحد ثاني في بلاد الرمال كان يسمع اصوات عجيبه من الملاك التيربو ثم يقرر بناء عليها مصائر الناس، اقتلوا هذا، واسبوا نساء تلك القبيله و اقطعوا يد هذا و عنق ذاك بالسيف..بناء على ماذا؟ صوت يتكلم معه..انه مثل صاحبنا المجنون غرقاً غرقا..طيب ليش الاول صار نبي والثاني مجنون؟

الفرق بينهما هو ان هناك ناس صدقوا الاول..بينما الثاني لم يصدقه احد. احياناً يضرب الحظ مع احدهم مثل نبيٌ جديد طلع قبل سنوات قليله في كينيا له اتباعٌ بالملايين يسمونه النبي آوور اقرأ عنه هنا في هذا الموقع المسيحي. هذا الرجل تنبأ بأن زلزالا سيضرب نيروبي ويدمرها، ولكن حدثت هزه بسيطه فقط فقال للشعب ان يسوع سبايدمان كان يحذركم فقط..ومن ثم اصبح له مليون من الاتباع. على الاقل فأن تنبؤاته افضل من تنبؤات صلعم فلماذا لانتبعه؟ فهو الاخر يسمع اصواتاً.



ان سر نجاح هؤلاء الانبياء هو وجود تجارب مماثله في الماضي. فصاحبنا غرقاً غرقا ( عفواً لا اعرف اسمه) لم يربط نفسه بالانبياء الذين سبقوه، بينما صلعم ربط نفسه و ذكر قصص انبياء سابقين، وهذه هي الخدعه، فإذا كان الانبياء يسمعون اصواتاً في الماضي، فلماذا لايسمع حضرته اصوتاً ايضاً، وطالما كان يبجلهم و يحترمهم فلابد انه يسمع نفس الصوت. انه ختم الموافقة على نبوته.

كيف تأتي بمصداقيتك كنبي؟ يجب ان تذكر الكتب القديمه وتقول انجيل، توراة، الزبور.. مصدقاً بما جاء من قبل، ثم تقص عليهم احسن القصص الكاذبه لتبنى سلطتك على اكتاف من مات من زمان، انه مثل الديكتاتور الجديد يمجد من قبله ليبني مجده هو..عبد الناصر وانور السادات، ستالين و لينين يتابعون مسيرة الثورة…ثم يأخذون المنحنى التالي.



هنا وبعد ان يشير هذا المجنون الذي يدّعى انه يسمع اصواتاً الى من قبله من المجانين الذين سمعوا ذات الصوت من زمان..يصبح من الكُفر انكار ذلك، حرام وستدخل النار حيث يكون الزبانيه جاهزين لك بأسياخ الكباب.

ان تاريخ البشرية مُضحكٌ وخاصة عندما ينجح هؤلاء المجانين في خداع البشر والوصول للسلطة و المال، او من يستغل قصصهم التي تتحدث عن سماع هذه الاصوات العجيبه. الرجال المجانين يسمعون اصواتاً في رؤوسهم..وكذلك الانبياء، مجانين مثلهم ولكنهم تمكنوا من اقناع الاخرين ان هذا هو صوتُ الله. هؤلاء المجانين الذين يسمعون اصوات في رؤوسهم ونجحوا في نبوتهم لهم شخصيات كاريزميه توثرُ في الناس السُذَّج.

بعد ان يموت هذا النبي، والذي نجح الى درجة معينه في العيش براحه وحظي ببعض المكتسبات يأتي دورُ السياسي الذي كانوا يسمونه عندنا السلطان او الخليفه، الذي سيوظف له راوي القصه، فيعظمها لهؤلاء السذُّج..يحولها الى دراما..يسميها السيرة النبويه، الام المسيح..يستنبط منها احكاماً يسميها الفقه والشريعه واللاهوت، ثم تتحولُ الاحكام الى قوانين، تعاقبُ من يخالف اوامرها..واوامر السلطان بالطبع.


ولكن قد تتساءل..لماذا صدّقَ الناسُ في الماضى هؤلاء المجانين؟ الاجابة ابسط مما تعتقد.

في الماضي لم تكن هناك وكيبيديا، لم يكن هناك تعليم، لايدرك الناس كيف يفرقون بين المعقول والخيال، لم يكن هناك علمٌ كما نعرفه اليوم يستطيع ان يقدم لك اجابات..كان اعتماد الانسان في الماضي على الكاهن، على النبي، على ابراج الحظ، على خرافات ليفهم مايحدث من حوله..خلني اعطيك مثال، القرءان يتكلم كثيراً عن الظواهر الطبيعيه اليس كذلك؟ يحاول ان يفسرها للعربي المسكين الذي يعيش في هذه الصحراء الكبيره بدون غوغل اليس كذلك؟ صح ولكن كيف يفسرها..هنا السر؟ الزلزال..عقاب، المرض..اختبار، القمر والنجوم، روزنامه وبوصله..انه امر مثير للسخريه فعلا عندما تقرأ تفسير القرءان لظاهرة حدوث الليل والنهار..حيث لم يتمكن كاتب القرءان من ربط الظاهره بالشمس كنجم مضيء فوصف الليل والنهار كشيء منفصلٌ تماماً عن الشمس. لقد تخيل صلعم ان الليل والنهار هما بطانيات..يأتي الليل فيغطي النهار..ثم يأتي النهار فيكشف الليل..ياله من تفسير علمي خطير.



لاتمد تفكيرك كثيراً..لاتشغل بالك بقصص عبد الدايم كحيل (ماما الاعجاز العلمي) ولا زغاليليو افندي..القصه بسيطه، لم يكن هناك عُلماء ولا عِلم..لقد كان عَالماً قديماً يحكمه الكهنه والمشعوذون والمتنبأون (انبياء) ذوي اللحى الطويله..لهذا صدق الناس المجانين.

وهنا سيتساءل واحد ثاني ويقول، ولكن كل هذه القصص، التي يرويها القرءان، وعرفها النبي..ومكتوبه في الانجيل والتنبؤات..فأقول ارتاح، خذ نفس …اشرب لك كاس بيره وفكر معي. الايوجد كُتَّاب لقصص الخيال، يكتبون سيناريوهات خياليه لم تحدث ابداً…هذه القصص، ليست الا ذلك. مؤلفين وكتبة سيناريو اشتغلو عليها يا صديقي و صديقتي عبر السنوات. واحد مجنون يسمع اصوات+ ملك سلطان خليفه+راوي قصص وكاتب خيال= دين

قصة الملك ارثر او قصة جان دارك في تحرير شعبهما من الاحتلال..هي قصة النبي موسى..قصة موسى مع الخضر (الياس) في سورة الكهف هي قصة شرلوك هولمز..نجاة موسى من القتل على يد المصريين بوضعه في تابوت في نهر النيل..هي قصة نجاة سوبرمان في مركبة فضائيه اطلقها ابوه من كوكب كريبتون الذي تنبأ بإنفجاره.


قصص وقصص من الخيال..تُبنى على تنبوات مجانين سمعوا اصوات..ثم مع القدم، تصبح مصادر موثوقه، جاءت من الفضاء الخارجي حيث يعيش الله ..ذاك الإله الخائف المختبئ الذي يدوي صوته في عقول المجانين فقط.


استيقظوا انهم يكذبون عليكم


بن كريشان


طاعة الوالدين

هل اتباع ملة الاباء من بر الوالدين؟



لقد نعى القرءان على المشركين اتباعهم دين آبائهم كما نعلم و اعتبره من جنس الضلال. يقول رب الرمال في مذمة هذه العاده، وهي اتّباع دينُ ابيك او امك في سُورة الزخرف" إنا وجدنا آباءنا على امةٍ و انا على آثارهم مقتدون" ويقول ايضاً في سورة الشعراء "بل وجدنا أباءنا كذلك يفعلون" ويقول الامام احمد"من قلة علم الرجل ان يقلد غيره في دينه".


كونك ولدت مسلماً ام مسيحياً، سُنياً ام شيعياً، قبطياً ام كاثوليكياً لايعني بالضروره ان تصبح انت مثلهم كذلك. إن هذا مانستدلُ عليه من هذه الايات الكريمه اليس كذلك؟ فلماذا تتبع دين عائلتك؟ اذا كنت انساناً حراً، وتسمح لك حريتك ان تقرأ هذا المقال، وغيره من المقالات الناقده للدين فأنت انسانٌ حُر تستطيع عمل ماتشاء بما فيه التخلص من هذا الدين الذي وجدت نفسك عليه.


كُل الاديان تكذبُ على الناس. انها تقولُ لهم ان من لايتبع هذا الدين بالذات فهو انسانٌ شرير. افتح عينك صديقي العزيز فهناك اناس طيبون في كل مكان، سواء كانوا مؤمنين بدين او بغيره ام بدون دين، هناك أناس طيبون من البوذيين ومن المسيحيين و من الملحدين، ان هذا يثبت ان الاديان لا تحتكر طيبة الناس. كونك مُسلم او مَسيحي لايجعل منك طيباً ، فهناك من حولك ايضاً كثيرٌ من المؤمنين الذين يصلون في المسجد والكنيسه و لكنهم اشرار.



بيل غيت و زوجته و وارن بافيت من اكبر المُحسنين في العالم، ان جمعيتهم الخيريه تساعد البشر بكل اديانهم و الوانهم و بمبالغ ضخمه بدون دين. لأنهم ثلاثتهم لا يؤمنون بالاديان، وهم لايريدون جزاءً ولا شكورا فهل تساءلت كيف هذا؟ المسيحيه والاسلام تستغل حاجة الناس لدفع اجندتها الدينيه التبشيريه الدعوذيه لأن اصحابها يؤمنون بالمكافأه التي تأتي بعد الموت، المحسنين اللادينين من خلال ايثارهم يثبتون ان الانسان من الممكن ان يكون طيبا بدون ان يكون له دين وحتى لو لم يحصلوا على مكافأة مابعد الموت، فلماذا تتبع دين اباءك؟


لا احد منا ولد بالاصل مُسلماً ولا مسيحياً و لا درزياً ولا شيعياً، الطفلُ يولد بلا فهم و بلا ايمان بدينٍ. اننا نولد بذهن مدفوعٍ بالفضول للتعلم و الرغبة في الفهم. يقوم الاهل بالتلاعب بهذه الرغبة الفطريه لإدخال قصص الدين السحريه الى عقل الطفل الغض. في هذه الفترة بالذات يُمارس الاهل غسيل المخ عليك وانت صغير لتصدق ان الناس تعودُ للحياة بعد الموت و ان هناك محكمة الهيه يترأسها شبح عفريت يعيش في السماء اسمه رب الرمال او يسوع سبايدرمان وان هناك رجلاً مختفياً في كهف منذ قرون سيعود لينتقم لمن قتل عائلته قبل نهاية الزمن.


تلك القصص السحريه مثل قصة سُليمان و نملته الشاطره التي تتكلم بالعبري، او كابتن نوح صاحب السفينه العجيبه و برج بابل الذي بناه النمرود ليصل الى السماء، و الحاج يونس كاليبسو الذي يعيش في اعماق البحار ويسوع سبايدرمان الذي يُحيّ الموتى وموسي الذي يشق قناة السويس وصلعم الذي يطير على البغال المجنحه الى السماء بدون اكسجين..المصيبة ان هذه القصص لاتموت وتنتهي بمرور الوقت، فنحن ننسي قصص علاء الدين والفانوس السحري والسندباد البحري والبساط السحري و التنين والذي خطف الاميره.. لأنها كلها تتبخر عندما نكبر ونعرف انها كانت مجرد خيال غير واقعي.. اما القصص الدينيه و التي لاتقل عنها غرابة فلا تموت لأن هناك الية تحصنها من الشك والانتقاد و العقل. هذه الاليه هي تكريه الطفل بمن يشك بهذه القصص، واخباره انهم الاشرار الذين درس عنهم في درس الدين بالفصل ومن يتجرأ على انكار هذه الخرافات فهو ليس بكافرٍ فقط، بل هو مـُلحد وصهيوني وعميل لإسرائيل و اسرافيل وامريكا وكثيرٌ من هذه المصطلحات التي تستخف باللذين لايشاركونهم اعتقادهم.



لقد طـوّرت الاديان اساليباً تمنع الاختلاط الاجتماعي مع اصحاب الديانات الاخرى المختلفة عنها، ومع من لا يؤمن بدينهم. طُـرق تجعل من الاندماج مع الناس المختلفين عنهم صعباً جداً. انها تأتي بشكلِ شروط في الاكل الحلال مثلما هو عند المسلمين، او الكوشر عند اليهود والنباتيين و السيخ الذين يحرمون اي طعام قُرىء عليه قبل الذبح اسم اله ديانة اخرى كذبح المسلمين واليهود..الاشتراك في الطعام هي احد طرق البشر في التعارف و التآلف لذا يمنعها الدين فيضع فاصلاً يمنع احتكاك اتباعه بالاخرين. هذا الامر لايختلف عن ان يقوم الانكليز بتحريم اكل البيتزا و الباستا حتى لا يختلط الانكليز بالطليان..طبعاً للمساعدة في ذلك يطلع عليك عبد الدايم كحيل المعروف بماما الاعجاز العلمي، ليُثبت لك علمياً ان اكل لحم الخنزير يتسبب بالامراض للمسلمين مع ان صحة الغربيين الذين يأكلونه افضل من صحة اهل بلاد الرمال. هل تعلمون مالذي من الممكن ان يأكله الدجاج؟ جربوا بأنفسكم ان تلقوا صرصوراً بين الدجاج او بُرصاً وراقبوا كيف سيقطعنه الى ارباً فتات بمناقيرهن و يلتهمنهّ هنيئاً مريئاً. هل تعرف مالذي من الممكن ان تتغذى عليه السمكه او المحاره؟ من الافضل ان لا اسُد شهيتكم.


هل ستكونُ انساناً سعيداً عندما يفرض عليك اهلك اشياء ضد رغباتك؟ فأنت تحبُ فتاة معينه و لكنهم يفرضون عليك غيرها- او ان تُحبي شاباً ولكن اهلك يزوجونك بمن يختارونه هم مع انك لا تريدينه- أتحب ان يفرضون عليك دراسة تخصص معين بينما انت كنت تحلم بأن تدرس شيئاً اخر؟ مارأيك لو انهم يتحكمون بما تلبس واين تعيش وماذا تفعل كل يوم؟ بالتأكيد فأنت الاتعس ان قبلت بهذه الحياة.



يتم فرض الدين عليك طفلاً بواسطة الاهل قبل ان تبلغ الحُلم و تدرك الصَح من الغلط مثلما قد يفرضون عليك الزوج و الزوجه و نوعية الشغل والدراسه و الاشياء الاخرى. عندما تم ارغامك او خداعك بهذا الدين سواء بقصد او بنية صافيه لم تكن انت واعياً ولا مُـدركاً ولم تكن في السِن المناسب الذي يجعلك تعرف ان هذا هراء. القانون يحمى الاطفال في بعض الامور قبل بلوغهم السن القانوني، فأنت كطفل لايقبل القانون ان تجبر على التوقيع على اتفاقيات قانونيه تبيع بها املاكك التي ورثتها مقابل دراجه او لعبه. ولكن هذه القوانين لا تمنع من ان يتم غسل مُخك والعبث به واخافتك من تهديدات هذا البُعبع السَماوي مع انك طفل صغير اقل من السن القانوني.. هذا مايفعله الاهل بك وهكذا اكتسبت دينك.


ليس هناك تبرير لهذا، سوى هكذا وجدنا آباءنا يفعلون. لقد خسرت فرصة ثمينة كإنسان ان تتعلم الوصول الى قناعاتك بالعقل والنقاش واستعمال التحليل و المنطق السليم و مع هذا استغل اهلك هذه الفرصة و دعـوذوك. اليس من حق الطفل الصغير ان يُحمى من التهديد والتخويف و الارهاب هذا؟ الايعتبر هذا التلقين الديني شكلاً من اشكال الاعتداء على الطفوله؟


يظن رجال الدين ان هذا التخويف بالكائنات الخياليه و بكلام صلعم و عقوبات الاله الغاضب هي التي تجعل الناس اخلاقيين و مُلتزمين، او هكذا يقولون. ان هذا الاعتقاد مثير للضحك والسخريه، ان الاطار الاخلاقي موجود بدون الدين من خلال رغبتنا ان نكون جزءً من مجتمعنا، لأننا كائنات اجتماعية بطبعها لانستطيع العيش منفصلين. ان الايثار المتبادل بين الناس والاخلاقيات لها قيمة واضحة و فائدة لنا ندركها بأنفسنا و لا نحتاج الى اله ولا رسول منه ليعلمنا ذلك.


ان فعل الخير هو مكافأة بحد ذاته، انت تشعر بالسعادة لأنك ساعدت شخصاً، انه من طبيعتنا البشريه الاجتماعيه. ايذاء الناس من ناحية اخرى يجعلنا نحس بالذنب . نحن لانحتاج المخابرات الالهيه كالملاك الجاسوس الجاثم على كتفك الايمن و زميله المـُخبر السري الجالس على كتفك الايسر، هذا كلام عواجيز لا يصدقه انسانٌ عاقل، نحن نفعل الخير كبشر بدون الخوف من كاميرات المراقبه التي يسلطها علينا رب الرمال من الفضاء الخارجي. يكفي اننا نخسر ثقتنا بأنفسنا بأحساسنا بالذنب والخطأ.

عندما نُلقن اطفالنا بأن هناك اله يراقبنا في السماء نقتل الحِس الاخلاقي الانساني الطبيعي بداخلهم. الدين يقول للطفل منذ صغره بأننا لانعرف الخطأ من الصواب، انه هو الذي علمنا هذا وهو الذي يعاقبنا ويكافأنا على التزامنا بما يقول. نعم الدين يقول لنا ان الخطأ والصواب هو فقط ماهو مكتوب في كتابك المقدس، سواء كان القرءان او الانجيل او غيرهما من كتب الخـُرافه القديمه، انه يقول لنا اننا غير قادرين كبشر على ان نكون اخلاقيين بدون وجود الرب الشبح في السماء.


ولكن الانسان الذي يستعمل دماغه و يفكر يصبح قادرٌ على ان يكون اخلاقياً بدون الخوف من ان يضربه بالفلقه بعبع السماء هذا. ليس هناك من هو اكثر تعاسة من انسان يظن ان هدفه الاوحد في الحياة هو الذهاب الى الجنه و تجنّب العِقاب، وهذا مايقود كثير من هؤلاء الذين نشأوا تحت هذه النفسيه المريضه الى ان يصبحوا عدميين بعد ان يدركون ان دينهم ليس الا خرافه، فقد اعتاد الواحد من هؤلاء ان يعتمد في اخلاقياته على المراقبه الدينيه و الخوف من النار للذهاب الى الجنه.



انه من الضروري لصحة مجتمعاتنا المريضه بآفة التدين ان نُدرّس الاخلاقيات العلمانيه بالمدارس وليس الدينيه. انها النظام الاخلاقي الذي يشرح القواعد والقوانين بصورة عقلانيه لا تعتمد على التخويف من كائنات خياليه خارقة للطبيعه مُختبئة عن اعيننا خلف الغيوم وفي السماوات. ان هذا سيُفشل حتى محاولات الاهل في تخويف الطفل بالتهديد الديني من عقاب وثواب من رب الرمال لأنه ومع الوقت سيدرك هذا الانسان تفاهة هذه التعاليم.


ان والديك لا يملكانك، وليس لديهم اي حق في ان يقولا لك كيف عليك ان تُربي وتنشىء اطفالك. ان استخدام الضغط كسلاح ضدك لأنك لاتعتقد بدينهم كمقاطعتك او حرمانك من الثروه هو من اخس الاشياء واقلها اخلاقية ويجب ان لاتجعلك تحزن او تتأثر، اغفر لهم فهم ليسوا الا ضحايا والديهم ايضاً.


على هؤلاء الاباء والامهات الذين يرون ان الحاد ابنهم ورفضه لدينهم يقف بينهم و بينه ان يسألوا انفسهم بجد، هل حـُب هذا الدين اهم من حُبِهم لإبنهم او ابنتهم؟ اذا كان حب هذا الدين اهم من ابنهم فاليذهبوا الى قصة النبي الاهبل ابراهيم الموجوده في كتابهم و ليتسائلون هل هم مستعدين لذبح ولدهم او ابنتهم من اجل اله ليس على وجوده دليل مادي ولا منطقي؟ واذا كانوا يوافقون ذلك فهم ليسوا الا اشخاصاً اعمتهم فكرة غبيه عن انسانيتهم و اصبحوا لايستحقون هذا الابن او الابنه.


اي سلطة تستحق الاحترام ان كانت تفضل ان تضحى بأبنك، هذا هو السؤال الاهم، لأن العبرة التي نستقيها من قصة النبي ابراهيم هو انه وربه اوغاد سيكوباثيين او مَـرضى نفسيين. لاهـذا اله يستحـق ان يُـعبد ،ولا ذاك نبي يستحــقُ ان يُتبـع.




وليتذكر كل منا ان الخوف من شيء لايجعل منه حقيقة فكثير من الناس تخاف الاشباح و السحر والجن و العفاريت مثلما تخاف من الله و ملائكته مع انها اشياء غير موجوده.


في النهاية يا احبائي ان تمرد الانسان على اساليب والديه هو جزء من تطورنا كجنس بشري وهو مُهم جداً لإستمرارنا كنوع. الافكار الجديده تقهر الافكار القديمة و تطغى عليها، فيما لو نجحت الافكار القديمه وكبحت الافكار الجديده يصبح هذا المجتمع متديناً وتقليدياً. هذا مايُفرق المجتمعات المتطوره عن المجتمعات المـُحافظه، وهو الذي يجعل تلك الغير محافظه اكثر نجاحاً. اليمن وافغانستان و الصومال، ام الولايات المتحده و المانيا و سنغافوره؟ فكر بنفسك.


ان التعصب للافكار القديمه مثل الاديان و التقاليد الباليه ليس الا من باب الحماقة و الغباء، ينجح الجيل القديم بعناده ثم يموت ولكنه يدفن ابناؤه و مجتمعه معه.



انه من اجل الخير لنفسك ولمجتمعك ومن اجل مستقبل افضل لك ان تقوم بمُسائلة نفسك في كل شيء علمك اياه والداك. لا اقول لك اعص والديك، بل اقول احبهما و كُن لهما الاحترام والتقدير وستجد ربما ان كثيراً مما علماك به من الحكمة شيء.. ولكن احتفظ بحقك في الحُكم على الامور،استخدم عقلك انت وليس عقلهما في تقييم صِحة وخطأ الادعاءات التي قيلت لك وانت طفل.. تحدى كل هذه المقولات و جميع وجهات النظر و المواقف ولكن بكياسة و لطف.


بن كريشان


ماهو الاسلام السياسي بالضبط؟



عالم السياسة العربيه مليءٌ بالمواراة وعدم التصريح المُباشر لمعنى المُسميات ومنها مصطلحٌ اسمه الاسلام السياسي. يظن البعض منا ان هؤلاء هم جماعة القاعدة، ويظن البعض الاخر انهم الاخوانجيون المسلمون و اتباعهم الحمساويون او ربما حزب الله الشيعي. في الواقع ان الاسلام السياسي اليوم اكثر من مجرد حركـات سياسية تهدف الى زعزعة نظم الحكم القائمه في بلاد الرمال، انها بطاطا غريبه تعيش في ضمير كثير من مواطنين بلاد الرمال وهي خليط وتركيبة نفسية عجيبه.


سأحاول في مقال اليوم ان اعـرّف هذا الشيء وابسطه للقاريء، فالنبدأ بقولنا ان من يتبنى هذا الموقف في جميع اشكاله هو في الواقع من هؤلاء الذين يؤمنون بأن الحل الناجح الوحيد في الحُكم واقامة الحُكومـات في بلاد الرمال هو الحل الثيوقراطي. لحظه سيقول احدكم، يابن هو انا فهمت الاولانيه عشان افهم الثانيه؟ حسناً الثيوقراطيه على بلاطه هي حكم رجال الدين للشعب واستئثارهم من دون العالمين. الثيوقراطيه نمط من الحكم انتشر في اوروبا في القرون الوسطى وعصور الظلام، وبينما استخدم السلاطين والخلافاء العرب الادعاء بتمثيل الله و رغبته الا ان حكومات ثيوقراطيه لم توجد في التاريخ الاسلامي ربما قبل ظهور مملكة الرمال الكبرى وجمهورية إسلامي ايران وان كانت الاخيره اصدق تمثيلاً لهذا وعلى عكس مملكة الرمال لأنها تحكم من المشايخ والملالوله مباشرة .



الثيوقراطيون لايرون ان هناك فصلاً بين الدين و بين الدولة و الحكومه، بعبارة اخري فهؤلاء الثيوقراطيون سواءً كانوا رجال دينٍ ام من يؤيدُ هذه لفكره هم في الواقع انصار الاسلام السياسي. وهؤلاء يعتبرون حتى المُسلم الرافض لهذا التوجه في حكم الكافر الذي يبرر قتله. انهم متطرفون لايؤمنون بوجود حتى حلٍ وسط. احياناً نراهم بوضوح في تمثيلهم لأحزابٍ سواء منتخبة في البرلمانات و احياناً نستشفُّهم مِن خلالِ كلامَهم و خاصةً ما الاحظه في التعليقات التي ترد على مُدونتكم هذه او في الرسائل التي تردني بالايميل.


ولكن هل وصفي الاسلامَ السياسي بالثيوقراطيه او فكرة الحكم الديني هو وصفٌ وتعريفٌ كافٍ؟



الحقيقة لا، فهذا الوصف مايزال ناقصاً في توضيح حقيقة اتباع الاسلام السياسي. لأن هذا النوع من الثيوقراطيه ليس الحكم الديني بل دعنا نسميه" الحكم الاسلامي الوطني". وهذا ما يضاعف من صعوبة فهم هذا الاتجاه الغريب. ودعونا ايضاً ان نقول ان هذه الوطنيه لاتحتوي على معنى ايجابي كحُبِّ الوطن و الاخلاص لترابه لا ليس هذا المقصود بها، فالاسلام السياسي لايعترف بالاوطان بل بما يسميه الامُّه، فهو عنصرية غير عرقيه و انما عنصرية دينيه فاشية النزعه.



حلو، إذاً الاسلام السياسي يحتكر الحُكم في دينٍ واحد هو الاسلام و بالتالي يُعتبر مُقصياً لغيره من الاديان الموجوده في بلاد الرمال، ليس هذا فقط بل هو بالاضافة الى ذلك يقصى المذاهب والتعدديه الاسلاميه و يختصرها في منظورٍ واحدٍ يعتمد على الانسانِ المؤمن بهذا الفكر. يظن صاحبُ الفكر السياسي ان بلاد الرمال كلها يجب ان تكون اسلاميه، بغض النظر عن وجود مسيحيين او غير مؤمنين فالهدف هو فرض هذا الاسلام السياسي عنوةً وغصباً على كل اقليةٍ وعلى كل مُقيم على هذه الارض. لو اخذنا جمهوري اسلامي ايران مثالاً فسنجد ان الدولة تضطهد اتباع المذهب السني، وسنجد العكسَ في مملكة الرمال الكُبرى. اذاً الخلاصة هي ان الثيوقراطية التي يريدونها هي الثيوقراطيه الاسلاميه فقط.



ورغم تطرفهم الا انهم و في هذا الزمان يلاقون كثيراً من الدعم و التأييد لمبادئهم من ابناء بلاد الرمال. سبب هذا في الغالب شعور العاطفة الدينيه، الجهل بما حدث في التاريخ، فشل الدولة العربيه الحديثه الاقتصادي وانتشار الفساد بين نُخبها السياسيه، والهزائم العسكريه امام إسرائيل. لذا اجدُ احياناً صدى غريب في كلام المؤيدين لهم هو انهم يرغبون باستبدال الموجود بنظام اكثر قمعاً وشدةٍ، لا ادري لماذا؟ ولكن كمن يقول على وعلى اعدائي يارب، هل هذا يعكسُ نوعاً من اليأسِ في حياة المواطن العربي؟ لست مُتأكداً فهناك مؤيدين لهذا التيار حتى في البلاد العربية الغنية كالكويت و الامارات و قطر وغيرها. الواقع ان هؤلاء وضعوا نصب اعينهم ان تتأخر بلد الرمال وتتخلف من اجل الانتقام الوهمي من امريكا واسرائيل.



احد طرقُ فهم هذه الظاهره الغريبة هو ان نعودَ الى الوصف الذي ذكرته " الاسلام السياسي الوطني". و الذي يُشارُ اليه احياناً بالاسلامويه. والتي تجعلُ للمُسلم هدفاً واحداً في الحياة هوالجهاد. جهادُ ماذا؟ الجهاد هنا اختلط بمفهومِ المقاومةِ الذي تم غرسهُ ابّانَ انتشار النظم السياسيه القوميه العربيه و التي تميزت كُلها بلا استثناء بالراديكاليه. يتبنى الاسلام السياسي نظرة شبيهة بالمقاومة القوميه للاستعمار ولكن هذه مفادها ان على المُسلم واجباً مُقدساً على هذه الارض وهو فرض الاسلام و احكامه على الارض التي هو فيها، وبالتالي توصيل المشايخ و الملالوة و اتباع هذا التيار للحكم. يتضحُ هذا من خلال تكفير الحكام العرب والحكومات تمهيداً للقضاءِ عليها و يجعل منهم " خونةً" و "عملاء" و " مُرتدون". تشنجات تدعوا الاحياء للموت وتطالب المعاصرين بتقليد اللاسلاف البائدين في الماضي.


هذا الفكر يخلطُ العقيدة الدينيه بأدواتِ القومية الفاشيه و شعاراتها، الشخص الاسلامي السياسي لا يستطيع التفريق بين الوطنيه العربيه و بين الدغومائيه الاسلاميه. انهم يصورون لنا بلادنا بشكلٍ من التهويل والتأويل بأنها تتعرضُ لهجومٍ من قبلِ الاعداء، سواءٍ كان هؤلاءِ الاعداءِ هم اعداءِ الشعب ام اعداءُ الله. خطابهم يصف هؤلاء الاعداء وخاصة معارضيهم من بني جلدتهم بصفاتٍ متعدده و متناقضةٍ في الوقت نفسه فهم الصليبيون، وهم عملاء الصهاينه وهم الماسونيون وهم الكفرة وهم الخونة والمُضحك في الامر انهم يبدؤون بوصف المخالف على انه ينتمى الى احدِ هذه الفئات ثم فجأة تجد نفسك اصبحت من فئة اخرى فلا فرق ان قال انك صليبي والذي يفترض انك انسانٌ ديني تؤمن بالمسيحيه ، ثم يَـصفك بالـمُلحد العـلماني الذي لايـؤمن بالاديان، بعـبارةٍ اخـرى فـكرٌ كـله مناخـوليا و فـانتازيا لا يتصورها العاقل.



الاسلامويه او الاسلام السياسي مدين بالكثير من هرطقته للفترة القومية الاشتراكيه الراديكاليه، في الواقع من الممكن ان يُعتبر احياءً لتلك المرحلة بصورة قمعية اشد فتكاً وظلماً، فهو يغلِّب القوانين الشرعيه على القوانين المدنيه و يعطي وزناً للاسلام مساوياً للوطنيه و الانتماء بهدفِ الوصول الى الهدف النهائي وهو تأسيس نظم سياسية فاشية جديدة لا تعترف بالانسان وفرديته و تميزه و تجعله مجرد كبش فداء في محرقة الظلم و العنصريه، انه استبدال الاصنام، بأصنامٍ اكثر قُبحاً.


بن كريشان

توني بلير ينادي بإتحاد الاسلام والمسيحيه


نعم ولكن ضد من؟


هذا خبر قرأته احتفظت به قبل شهر تقريباً، بصراحه لم اعرف كيف سأعلق عليه؟ رئيس الوزراء البريطاني الاسبق، والذي اتحد مع جورج بوش ضد الاسلام ونصر المسيحيه، ينادي اليوم بإتحاد المسلمين مع المسيحيين، وقد تتسائل ضد من ياترى؟

موسيقى تصويريه لو سمحتم..ضد العلمانيين.


نشرت صحيفة التايمز البريطانيه هذا الخبر هنا عن خطاب القاه السيد بلير في جامعة جورج تاون الامريكيه و بحضور مشايخ مسلمين و رجال دين مسيحيين حيث اقترح عليهم ان افضل طريقه لخلق تفاهم بين المسيحيين و المسلمين هو ان يتحدوا معاً تحت هدفٍ واحد، هدف يشترك كلاهما فيه. ان افضل طريقه بالنسبه لتوني بلير هي ايجاد عدو مشترك، نعم عدو يكرهه الاثنان المسيحيون و المسلمين، فليس هناك شيء افضل من الاتحاد في الكراهيه. و هكذا اختار لهم الناس الذين يكرههم اصحاب الاديان، وهل هناك عدو يمقته كل متدين اكثر من العلماني الذي يريد ان يقوض مستقبل الاديان في الاستيلاء على مقدرات البشر وحكم الناس واعادتهم الى عصور الظلام.


قال السيد بلير الشرير هذا الكلام في خطابه:


"إننا نواجه معاً خطراً علمانياً من الخارج، وخطر التطرف من الداخل"


ماذا؟ هل يقصد ان العلمانيون يهاجمونه من دول العالم الثالث؟ اليس من المفروض ان تكون بلاده واروبا كلها في صف العلمانيه..كيف وصل هذا الثور الى حكم بريطانيا؟ واكمل قائلاً:



"ليس هناك املٌ في الملحدين الذين يزدرون الله، يجب ان تقف الديانات كلها صفاً واحداً في وجه مخططات العلمانيين."


ماهذا؟ أين سمعت هذا الحكي من قبل؟ هل بلير من السلفيين و انا لا اعلم؟


وقال بسلامته بعد ذلك:


"ان هؤلاء الذين يحتقرون الاديان و هؤلاء الذين يقترفون العنف بإسم الله كلاهما لايقدمان اي أمل بانتشار الايمان في القرن الواحد والعشرين."


عفواً ولكن ابن الكلب المنافق المتدين هذا يضع الملحدين و الارهابيين في صف واحد، بأي منطق؟ هل الالحاد هو من اخرج ارهابيين ام هو احد هؤلاء بإتفاقه مع جورجي لشن الحرب على العراق، وهو الذي زاد احقاد المسيحيه و الاسلام ضد بعضهما، ماذا فعلنا نحن المسلمين له و لهم؟ ثم بالطبع نحن سنحارب انتشار الايمان حتى لاتتكرر افعال اناس مثله و مثل افعال جورج بوش وبن لادن و ديك تشيني و الظواهري وغيرهم من المتعصبين دينياً.



يقول حضرته ان الالحاد والعلمانيه لا يعطيان اي امل بإنتشار الايمان. ماهو " امل الايمان" و مالذي ستستفيد البشريه منه؟ حروب جديده؟ غباء وتعصب ديني، كل مؤمن بدون دليل يستخدم عاطفته ليثبت انه على حق، ويقتل المؤمن الاخر المُختلف ايمانه عنه؟ هل من الضروري ان يكون هناك "أملٌ للايمان" ام انه من الضروري ان نقتل هذا الفيروس الخطير الذي اثبت التاريخ انه احد اهم اسباب تخلف البشريه و سفك دماء الابرياء. بودي ان اسأله لماذا لم يذهب ليقبل شفايف خامئني وينضم اليه في نشر الايمان في العالم؟


دقق فيما يحاول هذا الرجل ان يقول؟ مالذي يقصده بالضبط لتعرف مالذي من الممكن ان يحدث عندما يستلم رجلٌ متدين زمام السلطه في بلد علماني، لقد كذب وكذب، مثلما يكذب المتدينون عندنا للوصول الى السلطه ثم ماذا يفعلون؟ حرب؟ غزو؟ دمار؟ اضعاف الحريات المدنيه و الفرديه؟ سيتعلم العالم من درس بوش وبلير شيئاً مهماً في كيفية منع الانسان المؤمن بالخرافه من تولي اي مسؤوليه.


انني استنتج بأن لا اقتراحه و لا قصده واضح المقصد. انها رسالة عامه الهدفُ منها ان يملأ المستمع الفراغ بما يعتقدونه و يصدقونه، ان يملؤوه المتدين بكل الكراهيه التي يتعلمها من دينه وكل عنصريه والتحيز التي في قلوبهم المريضه، على سبيل المثال لايشرح لنا السيد بلير مالذي يقصده بالمخططات العلمانيه؟ هل اخبر سكوتلاند يارد عنها اثناء فترة حكمه؟ هل كان العلمانيون مثلاً يخططون لقلب الحكم العلماني في بريطانيا العظمي ليضعون مكانه حكماً علمانياً؟ لاحظ انه لايشرح اي شيء وهو نفس الكلام الذي يردده لك الاسلاميون في بلاد الرمال بدون ان يشرحوا لك كيف ستعمل هذه المخططات ومن يقوم بها..تعميم في تعميم، وكلام تهويل وتأويل فارغ.


استطيع ان جُل تصور المُخطط العلماني هو تأسيس دولة علمانيه، فهل هذا مايهدده؟ هل هو خائفٌ من انقلاب علماني في بريطانيا و امريكا والعالم المُتحضر؟ ان هذا لايُعقل فهذه الدول كلها علمانيه اصلاً، والعلمانيون فيها راضين عنها، ولكن هذا قد يشير الى رغبة دفينة في قلب هذا المتدين الاحمق…اتعرفون ماهي؟



إسأل نفسك..مالذي يريده الرجل المتدين؟ وستعرف مالذي يتمناه توني بلير وجورج بوش ومالذي يكافحان من اجله؟ نعم انه اقامة دوله ثيوقراطيه، دولة دينيه للدين فيها مكان، عودة للعصور الوسطى،عصور الظلام ومن ثم الحروب الصليبيه و حرق الساحرات و منع العلوم و محاربتها……والتخلف للانسانيه بالطبع.


دعوني اشرح لكم قصده بالمخططات العلمانيه، انه يقصد يا اعزائي هؤلاء الذين يقفون بوجه تغيير القوانين لصالح الاديان و يحافظون على العلمانيه والعداله بتحطيم اي امل لعودة الثيوقراطيه الى اوروبا من جديد. بمعارضته للعلمانيه فأن توني بلير انما يؤكد دعمه للثيوقراطيه الدينيه كأسلوب حكم.


قال توني: ان كثيراً من القضايا التي العالم اليوم شبيهة بتلك التي واجهها صلعم و يسوع سبايدرمان، اللذان وقفا ضد تعاليم عصرهما، يقصد مؤسسي الديانه الاسلاميه و المسيحيه. كلاهما آمن بفائدة النداء الالهي للبشريه و كل منهما كان سبباً للتغيير.


ماهذا الذي يقوله هذا الاحمق، المسلمون ،المسيحيون يشكلون اكثر من نصف سكان العالم وهم يتحكمون بالسياسة وهم من لديهم مخططات شريره للتحكم بمقدرات و حريات البشر، العلمانيون و الملحدون دعاة حريه..ومع هذا يمثل الملحدون هؤلاء الاقليه خطراً عليهم؟



المسلمون والمتدينون المسيحيون هم اعداء الحريات الانسانيه، هم الذين ضد الاختلاط وضد حرية المرأه ويعارضون استخدام موانع الحمل وضد تطور العلوم ان هي خالفت خرافات دينهما و هما الذين ضد الاقليات المختلفة عنهم دينياً و هما ضد قضايا تطوريه لا تعد ولاتحصى..افبعد هذا توجد مخططات شريره يا توني بلير؟


بن كريشان

العثور على سفينة سيدنا نوح.

هل يقوم الايمان بالله على العاطفه؟




كتبت هناء :


أريدُ ان اسألك سؤلاً واحداً استأذنك في كونه سؤالاً شخصياً، الم تشتاق ابداً الى وجود الله في حياتك؟


ربٌ اعلى تحتاجُ اليه في حالة الضعف، و تخشاه لحظة التجبر وتأمل رضاه لحظة الخوف. اعرفُ انك مثل باقي المُلحدين تحاول ان تلغي كلمة عاطفه بكل ماتجره من معاني من قاموس حياتهم، و يعملون على تضخيم العقل و العقل فقط..ولكن هل ينجح هذا دائماً؟


هل العاطفة كجانب انساني يمكن شطبها بجرة قلم؟


انا مثلاً فتاةٌ غير عقلانيه و لا تستطيع اثبات و جود الله بالعقل و لا تستطيع منطقة مشاعرها، و ان ناقشت مُلحد فسيتفوق على بسهوله. اعرف الله بأحساسي فقط، اؤمن به لأنني اشعر بوجوده. فهل وكيف مسحت عاطفتك مقابل عقلك؟


شكراً لأنصاتك و اتفهم عدم اجابتك ان لم ترغب بذلك.


هناء



رغم ان المسلمون يصرون على ان دينهم دينٌ عقلاني، و انهم يستدلون على ربهم بالعقل، الا ان الغالبية يحسّون بالجانب العاطفي للدين وليس العقلاني. ان صديقتنا هناء ليست مُختلفة عن الاغلبيه و هذا ليس بذنبها بل لأن الاسلام مثل بقية الاديان ينـاشدُ العاطفة ويُعارض العقل…في الواقع انه حتى عند استماعهم لما يُقدم لهم على اساس انه حُجج عقليه فأنهم يقتنعون بعاطفتهم و يكبحون جماح عقلهم كي لا يتحدى تلك الحجة.


هل ياترى من الممكن ان نأخذ الاسباب العاطفيه كأثبات لوجود الله؟


كما قلت، فإن نداء العاطفه في الدين اقوى و اكثر جذباً و هو بالتأكيد كذلك لأن فكرة وجود عدالة الهية سماوية هو ما يحرك هذه العاطفه مقابل ضعف الانسان و احْساسِه بعدَم القـُدره على السيطره او تغيير الوضع و خاصة في بلاد الرمال التي يتحكم بها سلاطين ورؤساء جمهوريات ملكيه تورّث الحكم و تستأثر فيها طبقات بالسلطه وبسرقة الدوله تاركة بقية الشعب لرحمة الله و الجماعات الاسلاميه..او الهجره.


الدين مفيد لهذه الطبقات الحاكمه، لولا الدين و لولا العاطفه فهل كان كل هؤلاء المؤمنين المساكين سيتصبّرون على الظلم؟


ان هناك مكافأة عظيمة بعد الموت لهؤلاء الصابرين على الضيم. هناك محاكمة جرائم الحرب السماويه التي سيقوم بها الله علي غرار المحكمة الدولية في الهيغ حيث سيُحاسب هذا الاله الوهمي كل هؤلاء المسؤولين عن مُعاناة الانسان، ثم سيعاقبهم بما يستحقون من عذاب، هذا يجعل المؤمن المظلوم يَحسُّ بالفرَح و العداله و يشفي غليل الرغبه في الانتقام من هؤلاء الظالمينهذه هي العاطفه التي اتكلم عنها.. وهذا بعضُ ما يُبقي الانسان و فياً لدينه و ربه.



ولكن عزيزتي هناء، يجب ان تعرفي إننا المـلحدون نعلم علم اليقين بأن هذه العدالة الكونية الالهيه السماويه، غير موجوده. ان مصير هؤلاء الاشرار الظالمين لا يختلف عن المصير الذي ينتظر كل انسان، انه الموت. و بعد ان يموتوا و نموت نحن، لايحدث شيء، لا نحن نعود للحياة و لا هم. قد يبدوا لك هذا وكأنه دعوة لليأس و الاكتئاب، ولكن الواقع غير ذلك، انه واقع يُحركنا ويجعلنا نتخذ قرارات في حياتنا، ان نحارب هؤلاء الظالمين و ان لا ندعهم يتهنون بحياة، لأننا لن ننال منهم بعد الموت ولا يوجد رب للرمال ليأخذ لك بثأرك.


اذا كانت هذه هي الحياة الوحيدة التي لدينا، فكيف نعطيها للظالمين و المستغلين الذين يعلمون بأن كلمات مثل " منك لله" و "الله و لي الظالمين" هو كلام فارغ. هؤلاء يستغلون سلطتهم للنيل منك و سرقة قوت اطفالك لإنهم يعلمون ان دينك عاطفي و سيؤجل احتجاجك الى تلك العاطفه التي تصدق بأن هناك عدالة كونيه سماويه. انهم يُدركون انها كذبه، لأنهم هم من خلقها ليخدروك بها.


ان عدم الاعتقاد بهذه العواطف والاعتماد على العقل سيضمن حياة كريمة لنا جميعاً لأن الالحاد يُفـوّت الفرصة على اصحاب السلطة و المتنفذون و المتسلطون بالعفو عنهم، وهذا سيضمن حياة كريمة افضل لأبنائنا و لاجيالنا في المستقبل.


اذا كنا نريد احقاق الحق و تحقيق العدالة، فيجب ان نقوم بذلك على هذه الارض، وليس في الاخره، فالاخرة لهم، انها استغفالنا و سرقة حقوقنا. هذه هي الرسالة التي يحملها المُلحد لكم، ليس لها تأثير مخدر و لا مهديء ولكن…تدفع الى عمل ملموس و محسوس يحرك ساكن الامور ويقض مضجع الظالم المستغل ويجبره على التفكير مرتين لأنه يعلم ان كلامه لا يمشى على احد، لأن الكذب بتلك الطريقه العاطفيه الساذجه غير مقبول ولا ينفع.


لا ادري اذا كُنتِ يا هناء او انتم قد فهمتم ما احاول ان اقوله، لو كان هناك قُبول بهذه العدالة السماويه الكونيه..فسيكون من السهل جداً التعامل مع انعدام العداله في هذه الارض. ان هناك امثلة بالمئات و الالاف حيث ان العدالة الالهيه لم تتحقق، لقد ذُبح الناس في العراق جُزافاً و اختفى المجرمين القتله و لا احد يستطيع ان يفعل شيئاً،لأن هؤلاء المجرمين يعرفون ان المسلم لا يهتم الا بعاطفة العدالة السماويه.



جعل هذا بعض الناس لايهتمون بأهمية العداله الانسانيه، مثلما يحدث عندنا في بلاد الرمال، العاطفه الايمانيه هذه يا هناء تخدم الحاكم تماماً والمتسلط الفاشي القادم كالاسلاميين لأن الشعب يتحمّل الظلم و الفشل من خلال إيمانه الديني العاطفي، وذلك لأنه "مؤمن" بأن الله سيعطيه حقه في الاخره، انه لهذا اصبحنا اُمماً فقيرة بائسه لاننا نبحث عن العدالة بعد الموت، مثل قصة بوس طيز لطفي حيث المكافأة تأتي بعد ان تموت فقط، فيستفيد الكاذب والمرتشي والمستغل وجماعة الرئيس والشيخ و جلالة الملك بشكار الحرمين والسلطان وسدنتهم في الاستمتاع بسرقة ثروه الدوله و حقوق اولادك، وانت تعيش مطمئناً بأن رب الرمال سيأخذ بحقك، و انت بدون ان تعرف انه ايضاً عضو في نفس العصابه.



قد يقول احدكم و لكن يابن كريشان حتى لو آمن الناس بما تقول ففرصهم بتغيير الوضع في بلاد الرمال ضئيلة جداً، فلماذا لا تخليهم يحلمون و يتمتعون بعاطفتهم و يموتون قريري العين؟ اقول لا ان انحرافاً بسيطاً في التفكير مثل هذا سيُحدث في البداية تغييراً طفيفاً، ثم سيُبنى عليه حتى يصبح فيضاناً، ان وجود اناس مقابلهم يعرفون اكاذيبهم و ينتقدونهم، سيُحرك الامور نحو العداله، هذه هي قوة العقلانيه، اما العاطفه و هي الاعتقاد بأن رباً وهمياً سينتقم لك، واقبل انت و عش صابراً بينما هم يسرقون حقك، يرسلون اولادهم للدراسه في احسن الجامعات بفلوس ضرائبك ..ياسلام ببلاش بس على حسابك انت صاحب الايمان العاطفي بينما ابنك يموت ليحصل على وظيفه، وماعندهم مشكله في هذا انشالله مات…انهم لا يخافون منك لأنك مؤمن بأن الله الذي سيخلف عليك بعد الموت…فأنت حكمت على نفسك بالغباء، بينما هم سيصبرّونك بالايمان.. ثم يذهبون يتمتعون بالفلوس والحياة.



هذا هو الفرق بين الملحد و بين المؤمن، لو كنا كلنا ملحدون يا هناء و نؤمن بالعقل، فهل سيعملون هذا بنا؟ مالفائده من هذا الله الذي تجدينه في شعورك و عاطفتك؟ وهو لايهتم ومستمرٌ يُكرس الظلم و يجعل الابرياء يعانون وهم مطمئنون.


حسناً وبعد كل هذا فهل نحن الملحدين نستبدل العاطفه و المشاعر بالعقل؟ اهذا صحيح؟ ايعنى هذا انني كملحد ماعندي مشاعر ولا نقاط ضعف عاطفياً؟ بالطبع لا.. نحن بشر ولدينا عاطفه نحب اولادنا امهاتنا و اخواننا، العاطفة مهمة جداً ولكنها في اطار عقلاني بمعنى اننا لا نقبل الخرافه، و لكن نتقبل المشاعر. هل اصحى في يوم و اقول لنفسي انا ملحد يابن كريشان، ليس لدي عاطفه، وهذه امي تكلفني فلوس لرعايتها، وبالعقل لو تخلصت منها و رميتها في بيت العجزه فسأوفر فلوسي، لا ياهناء انا لا اقبل بذلك، فعاطفتي هنا تغلب عقلى…ولكن عندما يكلم سليمان نمله فأنها اعرف بعقلي انها كذبه، بينما يصدق المؤمن بعاطفته لأنه يريد ان يصدق..وانت ياهناء لاتصدقى مايقولونه عنا بأننا عبدة الشهوات و الجنس والعقل والكلام الفاضي..نحن بشر ولدينا مشاعر و قيم مثل كل الناس


عزيزتي هناء انت قلتي"ان المُلحد يقوم على تضخيم العقل والعقل فقط" وانت لطيفة بقولك هذا لأن غالبية المؤمنين يستخدمون تعابير مثل ان المُلحد يعبد العقل، او يعبد العِلم مثلما يقولون كذلك انهم المُلحدين يعبدون شهواتهم. احبُ ان أؤكد لك انه ليس اياً من هذه التعابير صحيح ،،ولا واحد منها يصُف الملحد بأي صفة صادقة تتعلق به..انها مجرد بروباغندا رخيصه. ان وصف الملحد بهذه الصفات ليست الا محاولة وضعه في موقف متعالٍ متكبر رافض ومنكر لوجود الههم.



يتخيل البعض ان هناك منطقة مُخصّصة لله في قلب الانسان يملؤها لهم بالعاطفة و الحب و الرحمه والاحاسيس انها ليست اكثر من طريقة اخرى للقول ان الانسان يعرف الله بالفطره او بالغريزه. و بما اننا نعرف الله " بالغريزه و الفطره و الشعور العاطفي" فبالتالي الله موجود وبالتالي ايضاً يجب ان نكون مؤمنين ….آمين يارب العالمين ….هذه حجة غير مقبولة ابداً.


وعودة لك هناء مارأيك لو سألتك مانوع العاطفة التي تكُنيها للناس الذين لم تقابليهم في حياتك؟ بصراحة بالنسبة لي.. لا شيء، انا لا احس بأي شعور تجاه تلك الفتاة الجميله التي من الارجنتين و التي لم اقابلها و لن اقابلها في حياتي والتي ربما قد تكون غير موجوده اصلاً... هذا بالضبط هو شعور المُلحد تجاه الله.


نحن الملحدون لانذهب للقول بأن هناك فراغاً عقلانياً كبيراً في دماغ المؤمن لذا فهو يعرف الالحاد بفطرته و هو وإن كان مؤمناً فهو ينكر هذا الالحاد ويجب عليه ان يملأه بالعقلانيه..اترين عزيزتي هناء ..كيف يكون الامر لو قلبناه؟ انا لا افترض ان المؤمنين بحاجة الى هذه العقلانيه، لذا يجب ان لا نفترض ان الملحد يحتاج الى هذه العاطفة او انها تعيش في قلبه بشكل من اشكال الخوف و الرغبه و الحاجة للاطمئنان.


يستشهدُ القرءان والادبيات الاسلاميه المختلفه بفكرة شوق النفس الى الله و يعتمدون في ذلك على مقولتهم بأن الايمان فطري وان الانسان ليدرك الله بفطرته، وهذا الكلام غريب ويناقض اقوال القرءان وكتابات الاسلاميين في اماكن اخرى، فالفطره ماهي الا الحس الغريزي اليس كذلك؟ طيب الا يحذرُ القرءان المسلمين من الغرائز والاستسلام لها فالشهوات غرائز انسانيه والاسلام كأي دين يعتبرها حيوانيه و قذاره يجب التحكم فيها بإستخدام الاراده الذهنيه ( العقل) ليجبر الجسم عن الامتناع عن الشهوات من الجنس او الصيام في رمضان الخ..فكيف يعتمد في الايمان بالله على غريزه؟


هناك مُشكلة اخرى في تساؤلك عزيزتي هناء. اذا كانت هناك عاطفةٌ موجودة لدى الانسان تحِنُ الى الله في حالة الضعف و تأمل رضاهُ ساعة الخوف كما تقولين اختنا العزيزه، فمالذي يحدث لهذه العاطفه عند شخص من دين اخر؟ البوذي عندما تمر به هذه العاطفة لن يحتاج الى رب الرمال، فستقوده عاطفته الى مستر بوذا، اما المسيحي فستقوده هذه العاطفه الى من؟ ليس الله الاسلامي بل يسوع سبايدرمان، وهكذا، إذاً فالاعتماد على العاطفه لمعرفة الله و الوصول اليه هو شيء فاسد ولايوصل الى شيء لأن هذه العاطفة تأتي بشكل هندوسي، و اسلامي سُني، واسلامي شيعي و اباظي و قدياني، وبوذي ،ومسيحي وبهائي و غيرهم، ليس لها شكل محدد، بما يعني انها مجرد شعور لا اساس له ينبع من التأثر الثقافي وطريقة التربيه منذ الطفوله.



شوفي عزيزتي هناء، ليس لهذه العاطفة وجودٌ حقيقي، ان ما تسمينه عاطفه ماهو الاحاجاتنا الانسانيه مثل الحاجة الى الحُب و السعاده و الامان و الرضا عن النفس و راحة البال. انا مثلك رغم اني ملحد ولكن لدي نفسُ هذه الحاجات، ولكنها لاتدفعني للشوق الى الله ، فكما ذكرت اعلاه لا انا ولا انت من الممكن ان تشتاق عاطفتنا الى انسان لا نعرفه و لم نلتقيه في حياتنا. وهذا يجب ان يدفعك للشك قليلا و استخدام عقلك، نعم هذا العقل الذي قلت اننا نضخم اهميته لتتسائلي و تقولي في نفسك: لحظه ..ان ماقاله بن صحيح عن كون هذه العاطفه شيء انساني مشترك فهل من الممكن ان يكون ابناء الذين&